المزيد
 

-

الطفلة المحجبة..والعليم الحكيم..

كلمة ورد غطاها..

       الطفلة المحجبة.. والعليم الحكيم..

احتارت وهي تبحث عن ملابس الصلاة، وتوترت معها عيناي وهي ذاهبة آيبة تصرخ.." أين الإشارب".. ثم تناولت ( البشكير) الملقى على المنضدة، ووضعته على رأسها، لتقف على الشرفة وتجيب الطارق، بعد أن خشيت أن يراها أحد المارة. لم أحمد هذا التصرف في نفسي.. وهي ابنة العشر سنين.. وتساءلتُ بصوت اسمعته صديقتي، والدة الطفلة " لماذا نحمل قلوب أطفالنا ما لا تحتمل؟!ولماذا نحاول ان نغير من طبيعة هذا الدين؟!".
صادفتها مرة أخرى، وهي آتية من درس الدين، يغطي بنطالها الذي ترتديه من تحت فستانها الطويل جزءً يسيراً من أقدامها.. ورأيت كمثلها مجموعة من البنات الصغيرات الّلاتي لا يتجاوز عمرالواحدة فيهن السادسة، وهنَّ يلبسن غطاء رأس طويل من فوقه خمار.. ومن تحت الفساتين بناطيل وبناطيل!!
وتساءلت مرَّة أخرى:"لماذا نحرم أطفالنا بغباوتنا إحساسهم بالبراءة والطهر، وقد حباها الله لهم.. خالقنا.. وخالقهم.. ومن قال أن من حقنا أن نتدخل في الأحكام الآلهية.. نحرف فيها ونبدل كما نشاء.
ولستُ هنا أعترض على التدرج أو تدريب الصغيرات على الحجاب أو حتى زرع الفكرة في أنفسهنَّ دونما الزامهنَّ والتشديد عليهنَّ بخوض غمار التجربة في سن ٍ مبكرة.
وليس من الخطأ أن تلبس صغيراتنا الحجاب يوماً وتخلعه يومأ آخر، غير أن الخطأ أن نُعين نحن الآباء والأمهات اطفالنا على التشدد فيه، مع ما يخالط ذلك من إحساسات مضطربة من الإثم أو التفوق لم يأن أوانها بعد.
فمن حاول أن يزرع حصاده قبل موسمه..سيجني ثمراً فجاً لا شك..!!
وحتى حالة التدرج في الحجاب لم يأت عليها ذكر في القرآن أو السنة، فقد فرض الله علينا مثلاّ تعليم ابنائنا الصلاة او تعويدهم عليها في سن السابعة، والتدرج بهم حتى العاشرة ثم الضرب.. واتخاذ تدابير أخرى في سن الثانية عشر.
في حين حُددت فرضية الحجاب في وقت معلوم لم ترتبط بالعمر.. مراعاة للفروق الفردية بحيث تتوافق الحالة النفسية من النضج مع الحالة الجسدية، وتُركت مرحلة الطفولة لصفائها ونقائها..ثم تُركت مرحلة الصبا لإنطلاقها وعنفوانها حتى لو اكتملت معالم الأُنوثة، مما يشير الى وجود حِكم نفسية ومعنوية تخص الفتاة في فترة ما قبل البلوغ.. قد يكون منها منحها فرصة لإرواء حالة التزين ثم يتم الحجاب في اللحظة المقدرة لحكم نفسية ومعنوية أخرى تضبط هذه الحالة من الإنفلات أو التمرد.
ولعلنا نُغرق أنفسنا نحن الآباء بحالة من التوترات نتيجة الفتن التي تعصف بنا في هذا القرن، فنحاول أن نحصن ابناءنا بأسوار عالية من الأحكام لا تطيقه قاماتهم الصغيرة، ولماذا نقضي ذلك على أنفسنا وعلى أفئدة صغارنا.. اذاكان العليم الحكيم بالفتن والقلوب لم يُقدر ذلك علينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الأرشيف القديم:
كُتب هذا المقال قبل خمسة عشر عاماً
في صحيفة السبيل الأردنية، العدد الثاني والثمانون، السنة الثانية
الثلاثاءالموافق 6-12 حزيران -1995
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أضيف الى الموقع في تاريخ :
Wednesday, May 05, 2010
9:51:06 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تاريخ الاضافة : 05/05/2010 -- 09:52 AM
عدد المشاهدات :
3048
الإسم بالكامل :
البريد الإلكتروني :
التعليق :
 
   
أضف تعليقك

الإسم : Leaidan

10/11/2011 -- 04:59 AM

Well done aritlce that. I'll make sure to use it wisely.
 

الإسم : Maisyn

09/11/2011 -- 02:18 PM

I told my gradnmohter how you helped. She said, “bake them a cake!”
 
 
 

بحث
 
تم التطوير والتصميم من قبل أعالي التقنية تصميم مواقع جرافيكس أعالي للاعلان تصميم، مجلات، أعلان، تسويق، تصميم شعارات
© جميع الحقوق محفوظة باب الورد 2010
الرئيسية إتصل بنا أضف الى المفضلة