كنوز أدب أم ادباء ظل ؟؟
Thursday, June 03, 2010
كنوز أدب وفيض ينابيع من شعر ونثر أم لهو كلمات وفوضى تعبير يجتاح الشبكة العنكبوتية ؟؟..
أدباء جدد في الساحة العربية وشعراء وكتاب مجددين لفنون الكلم وجماليات موشحات عصر جديد تتصاعد على درجات سلم موسيقى حداثي؟؟ أم تدهور للأدب العربي وبلاغته ورصانته في ساحة عشوائية النشر على جهاز حاسوب غدا ملكه ضرورة لكل فرد في عالمنا المتعولم كالماء العذب للنبت والزهر ؟؟
اسئلة تبحث عن إجابات ملحة، واجابات غارقة في رؤى متناقضة بين عالمين واقعي وافتراضي وصراع بين مجدد حداثي ومتمسك بعهد اريكة وورقة وقلم .
اسئلة لا تنتهي تراودك وانت ترى هذا الكم الهائل من الكتاب والأدباء على اختلاف اعمارهم وتوجهاتهم وبيئاتهم وتجاربهم، يعبرون الى الإنترنت بأدبياتهم الخاصة من خلال مواقعهم ومدوناتهم الشخصية التي ما كانت لترى النور لولا هذا العالم الإفتراضي فيما أصبح يطلق عليه اليوم "الأدب الرقمي" أو" أدب الإنترنت" نسبة الى طبيعة لغة جهاز العصر الرقمي الذي اسس عليها أونسبة الى وسيلة نقل هذا الأدب الى العالم عن طريق شبكة التواصل العالمية .
هذا النهر الجارف من الأدباء الإفتراضيون ..هل سيحقق ثورة أدبية تحفر أبداعاتها في زمن قادم يتجاوز حيتان الشعراء والأدباء الذين سيطروا على ساحة الصحف والمجلات الأدبية في الساحة العربية عقودا طويلة من الزمن أم أنهم سيبقون ظلا بلا حقيقة وواقع ؟؟ هل أغرقوا الشبكة العالمية بمواهبهم وابداعاتهم الأدبية التي كانت مغمورة أم ان الشبكة العالمية أغرقتهم بمساحات شاسعة للتعبيرعلى قوتها،على ضعفها لا فرق ولا ضرورة حتى لمراجعتها !!
كلما خلصت من سؤال وجدت نفسك في دوامة الإسئلة القادمة اليك من هذا الخصام الذي يحاول البعض التوفيق بينه وبين الواقع بفرض واقع جديد يتناسب وحالة التطور التكنولوجي والقبول به، محاولات تنجح وأخرى تفشل بحسب الساعين وقدراتهم الإبداعية في تخطي لحظة الجمود والتقليد، لكن الرؤى الموضوعية تقول أن هذا العالم الإفتراضي غدا يغزو الحقيقة ليصبح أكثر واقعية مما نظن، فاذا بدأ عالم الأنترنت يشكل أحدى مصادر الواقع العملي للعلوم والمعرفة المتنوعة المختلفة ، فإن هذه بالضرورة ستكون الخطوة الأولى نحو التجانس والرضى بما هو قادم عبر هذا العالم، حتى أنك لترى كبار الشعراء والأدباء وجدوا انه لا مناص لهم من انشاء حساباتهم الخاصة لعرض أنتاجهم للأجيال القادمة عبر هذا الوسيط العالمي وساحاته الشاسعة التي وعلى شهرتهم ستربطهم بعالم أوسع ما كانت الصحيفة أو المجلة قادرة على الوصول اليها ،حتى أن المهتمين بعالم الأدب لم يتوانوا عن انشاء مواقع تخص كبارالأدباء الذين رحلوا عن هذه الحياة من أمثال المناضل ناجي العلي (1) أوالأديب الكبير علي أحمد باكثير (1910-1969) الذي اسس له الدكتور عبد الحكيم الزبيدي موقعا كاملا ليبقى في الذاكرة الجمعية لرواد الأدب والثقافة الإلكترونية من الأجيال الشابة التي لم تسمع به أو تقرأ له وقد نظم الشعر في الثالثة عشر من عمره واستلم ادارة مدرسة النهضة العلمية في حضرموت وهو دون العشرين، وكانت الملحمة الإسلامية الكبرى التي ألفها عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ثاني أطول عمل مسرحي عالميا حيث كان أول أديب في مصر يحصل على منحة تفرغ لمدة عامين لينجز مسرحيته تلك في تسعة عشر جزءا (2)
لقد كان استخدام الشبكة العالمية بالنسبة للأدباء اذن ضرورة لا مفر من التعاطي معها اثراء للعملية الثقافية برمتها ونشرها على أكبر نطاق، في الوقت الذي لم يستطع حتى أولئك الذين أبدعوا في مجال الأدب الإلكتروني وانطلقوا بالأساس بأدبهم من عالم النت أو آمنوا به ايمانا مطلقا وتحيزوا له وهاجموا الأدب الورقي واعتبروا ان عصره الى أفول، الا أن يعودوا الى أرض الواقع للإعتماد عليه في تأسيس مصداقية قانونية لأعمالهم كـ "اتحاد كتاب الأنترنت العرب" (3) الذي قام على تأسيسه مجموعة من الكتاب والشعراء تم من خلال أول لقاء بين الروائي الأردني محمد سناجلة والشاعر المصري فضل شبلول وتدارس هموم ادباء الإنترنت وما يواجهونه من صعوبات الإعتراف بانجازاتهم الأدبية "وطرحت فكرة أن الأعمال المنشورة على الإنترنت غير معترف بها لنيل عضوية الاتحاد العام للكتَّاب. وفي ظل تعثر عملية النشر الورقي وصعوبتها كان لابد من التفكير في تشكيل نقابي على الإنترنت، وتم تشكيل الاتحاد وطرحت الفكرة على الأدباء والكتاب داخل الوطن العربي، والعرب المقيمين خارجه حول الهيئة التأسيسية، وتم تشكيل هيئة المكتب وانتخب محمد سناجلة رئيسا له، وأحمد فضل شبلول نائبا، وصدر البيان التأسيسي واللائحة الداخلية.
وأخيرا تم تسجيل الاتحاد كهيئة ثقافية مستقلة، يتخذ من الأردن مقرا له، مؤكدا سعي الاتحاد إلى التحول إلى هيئة ثقافية إعلامية فاعلة." (4)
الأمر الذي تم في عام 2005 واستطاع الإتحاد ان يرسي قواعد آمنة لأدباء الإنترنت وفتح الباب ضمن قوانين محددة للأنضمام للراغبين من الأدباء في عضويته لينال بذلك هؤلاء الكتاب مصداقية لأعمالهم ضمن ما يطلق عليه اليوم الأدب الرقمي ..لكن اتحاد كتاب الإنترنت كأهم هيئة عالجت اشكالية ادباء الإنترنت بقي يشعر بالقلق رغم تحيز القائمين عليه للأدب الرقمي على حساب الأدب الورقي من وجوده الإفتراضي فسعى سعيا حثيثيا لتسجيله كهيئة رسميه بقوانين ومواد صارمة في أرض ومؤسسات الواقع العملي واستطاع ان يحقق انجازات تستحق التقدير.
"وتسعى هيئة المكتب كي يصبح الاتحاد إحدى الهيئات الرسمية التابعة لجامعة الدول العربية قريبا.وأقيمت في المغرب وسوريا ومصر وفلسطين وتونس والأردن والكويت ندوات احتفالية كثيرة بهذا الاتحاد، كانت محاورها تدور حول الأهداف والتطلعات والثقافة العربية، وتحديات العصر الرقمي، ثم إشكالية النشر الإلكتروني وحقوق الملكية الفكرية، والكتابة الرقمية وإبداع المستقبل"(5)
ومع ما يوفره الاتحاد من فرص حقيقية للتواجد الرسمي في عالم الأدب والثقافة الإلكترونية فأن شهرته لم تصل بعد حتى الى آذان مستخدمي الشبكة العنكبوتية كما ينبغي ومما يلاحظ عليه ايضا الميزة التي يتمتع بها اغلب كتابه فهم قادمون من واقعهم الصحفي أو الأدبي ليخترقوا عالم الإنترنت ويؤسسوا للثقافة الرقمية مشبعين بتجارب ادبية خاضوها على ارض الواقع بعكس الأدباء الشباب الذين قدموا من عالم الواقع بجعبة فارغة الا من نصوص كانت مختبئة في الأدراج، أوفي طيات نفوسهم الشاعرة، لينشروا اعمالهم في هذه المساحة الشاسعة ويكبروا معها وتكبر معهم، أولئك الذين هربوا من عالم واقعي لا يحتفي بنتاجهم اصلا، فهم الذين لا زالوا يعيشون بالفعل فجوة حقيقية بين عالم الواقع وعالمهم الأدبي الإفتراضي الخاص بهم، رغم مساحة الحرية الهائلة التي تسمح لهم بعرض ما يبتغونه من أدب، منه ما يرقى الى ادب حقيقي يستطيع ان يتجاوز ادباء كبار في العصر الحديث وفي عصور قديمة، ومنهم من لا يرقى كتاباته لأن يوصف باكثر من حالة بوح ما، لا تتعدى مستوياتها مستوى مواضيع الإنشاء في المدارس الإبتدائية، لكنها تلقى تشجيعا ومؤازرة من خلال العلاقات الإنترنتية التي تنشأ في هكذا حالة بما تتمتع به من خاصية التعليقات المتوفرة في المواقع والمنتديات والمدونات، ومن خلال تبادل الآراء وبناء علاقات الصداقة، عن طريق الماسنجر والشات والبريد الإلكتروني والغرف الخاصة وما الى ذلك، الى الدرجة التي يتوهمون بها عبقريتهم الأدبية.
لا يختلف اثنان ان الشبكة العالمية وفرت الفرصة الذهبية للطاقات الأدبية الإبداعية منها وما دون ذلك دون محاسبة الرقيب الصارمة، وسطوة النقد الجاد والحاد احيانا، ودون التحيز لفكر صاحب المجلة أو الصحيفة التي يحجب مسؤولوها ما لا يناسب تيارها الفكري اوالأيدلوجي ..غير ان هذا الأمر بحد ذاته عاد وتكررفي مجال التعليقات والحوارات المختلفة التي تدور في المنتديات والمدونات، حول اي نص ادبي حتى تبدأ تتحدد معالم اكثر ايضاحا مما يمكن ان يسمى بالشللية والتحيزات بين المعلقين والذين كونوا تلك الروابط والصداقات، مما يجعل الأدب كأدب مرة ثانية خاضعا لتحيزات من انواع مختلفة فكرية كانت او ايدلوجية او حتى ما يمكن ان نطلق عليه ادب المجاملات والمدائح، التي تزخر بها المدونات، بهدف الحيازة على اكبر عدد ممكن من الزيارات والقبول، من هنا يواجه ادب الإنترنت ايضا اشكالات حقيقية كتلك التي على ارض الواقع اذا نظرنا للموضوع من ناحية النسبة والتناسب، فتصبح حالة النقد لأي نص ادبي مشاعا لكل من هب ودب من جمهور القراء خاضعا لمزاجيات خاصة فيتعرض ما يمكن ان يطلق عليه ( النقد الإنترنتي) الى تشويه متعمد، بسبب عدم التخصص اصلا في مجال كمجال النقد الأدبي، أو بالدخول في دائرة الشللية والتحزب لفكر ما، أو تيارات سياسية يحمل الأدباء بذرة الإنتصار لها في أدبهم، في المقابل لا يمكن باي حال من الإحوال انكار الذائقة العالية التي يتمتع بها اصحاب الحس الأدبي من الشباب في تبادلهم الأراء على النصوص الأدبية، واثراءهم للنص بنقدهم العفوي او حتى المدروس، من خلال تجاربهم التي تنمو وتكبر مع كثرة المتابعة والأهتمام الحقيقي بالأدب وملاحقته في وجوهه المتعددة على الإنترنت، مما يثري العملية الإبداعية ويخلق عالما جديدا تنضج فيه الأفكار والأعمال والشخصيات، سواء كان ذلك في عالم كتابة النصوص او نقدها، ولا شك هنا اننا نقف امام وجهتين في عالم الأدب الإنترنتي:
تتمثل الوجهة الأولى في اجابة احد من يطلق على نفسه اسم شاعر على سؤال تم عرضه في احدى المننتديات مفاده " ماذا لوتوقفت شبكة الإنترنت.. من هو الخاسر الأكبر ومن هو الرابح الأكبر ؟؟وانت كأديب او كشاعر ما الذي ستفعله وكيف ستتعامل مع وضعك الجديد ."
اجاب :
" على طول ابدل هوايتي من كتابة الشعر الى محترف فن التفحيط .أحسن لأنه ما بيجي يوم ويقولون لك السيارات انقرضت الغرب شغال تصنيع سيارات واحنا شغالين نشتري ونذبح اعمارنا !" (6)
اجابة كهذه بمدلولاتها تشير الى ادباء ظل افتراضيون، كالفقاعة في الهواء، لا تلبث ان تختفي من الوجود وهم منتشرون بكثرة تشي بهم اعمالهم الأدبية وكتاباتهم الهزيلة وحتى مستوى حواراتهم ونقاشاتهم، أضف الى ذلك كمية السرقات الأدبية ما يسمى بـ ( الكوبي بيست _قص ولصق )التي تتم عبر الشبكة الإلكترونية من خلال مدعي الأدب والفن، وصعوبة التحكم في حقوق النشر والملكية، مما يشي بادباء وهميون بالفعل يتلاعبون بالنصوص، وعلى احسن تقدير الكم الهائل من القطع الأدبية التي يتم اقتباسها وتداولها في المواقع المختلفة ويشار اليها بكلمة منقول أو اقتباس مما يحرم الأديب الفنان، من الإنتشار والتعريف بانتاجه الا في اطاره الضيق من اصدقاء في منتداه الأدبي أو مدونته .
هذا الأديب الجاد في المقابل والمهتم بالنص الأدبي كنص يقع ايضا فريسة لطريقة التعاطي مع النصوص في الحالة الإلكترونية، لما يصاب به الناشر من حالة الإدمان في التعاطي مع الشبكة والرغبة القاتلة في النشر السريع، وتفريغ ما في جعبته على الملأ على حساب قوة النص وتماسكه احيانا، دون حتى الإلتزام بابسط القواعد من المراجعة والتدقيق الإملائي والنحوي، أضف الى ما تصنعه المؤثرات الصوتية وخلفيات النصوص من رسومات (جرافيك) من اخفاء العيوب القائمة في النص رغم ما تفرضه طبيعة الكتابة الإلكترونية من مؤثرات من هذا القبيل .
غير ان الأديب الجاد مع كل هذه السلبيات والنواقص سيجد طريقه لا محالة سواء في الواقع الإفتراضي، او حتى في الواقع العملي فالقضية التي يهتم بها صاحبها ويعطيها حقها، لا شك ستجذبه الى ساحاتها خاصة مع الفرصة الواسعة في عالم النشر الإلكتروني، الذي يجد اليوم اهتماما حقيقيا من أكثر من جهة منها تلك التي نلمسها:
اولا: في بعض المواقع والمنتديات الأدبية والتي تحرص على توجيه اعمال الأدباء مهما صغرت اعمارهم أو كبرت في قسم كامل كقسم النقد والبلاغة الذي يشرف عليه الشاعر وصفي حرب في منتدي أرض العرب (7) ليباشر بدوره بطرح مواضيع متنوعة ومختلفة عن البلاغة العربية واصوله، او يعمل بجهد لنقد نصوص الاعضاء المشاركين من مراهقين وغيرهم أثراء للنص الأدبي وأخذا بيد الأدباء الجدد الجادين كبارا او صغارا الى شاطئ الحرف السليم .
ثانيا : المسابقات الأدبية أو حتى العامة التي تحتفل بكتابات المدونين ورواد الإنترنت كمسابقة " الرابطة العربية للثقافة والفكر والأدب " (8)القائمة في المدينة الإعلامية في دبي، وتعتبر المسابقة الاولى من نوعها للتدوين والمدونات العربية للإبداع، بشروطها الخاصة التي تثري العملية الأدبية في نهاية المطاف، وتساهم في التواصل بين الأدباء الشباب الذين ينتشرون بكثرة في عالم التدوين وبين المؤسسات ذات الصلة بالأدب والفكر والإبداع، خاصة وان جوائز المسابقة ذات قيمة أدبية عالية للمدون الأديب، الذي سيحصل عى نشر كتاب خاص بأدراجاته ومواضيعه التي تم نشرها اصلا في مدونته مما يساعده على وضع قدمه في أول الطريق الصحيح .
ثالثا : ما وصل اليه الأهتمام بادباء الأنترنت والمواقع الأدبية المختلفة الى قيام البعض بتخصيص دراساته العليا في هذا المجال كما جاء في أحد المنتديات خبرا عن احدى دراسات الماجستير "حصل الزميل القاص والمشرف على ملحق الأربعاء الصادر عن جريدة المدينة /محمد عبد الله المنقري على درجة الماجستير من قسم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عن رسالته العلمية التي حملت عنوان ( المواقع الأدبية الخليجية على شبكة الإنترنت ..دراسة تقيمية )"
"وتناولت الدراسة التطبيقية قياسا لإلتزام المواقع الأدبية الخليجية بالمعايير التي تحقق لها الرسوخ والجودة في سبيل ترقية المحتوى الثقافي العربي على الشبكة الإلكترونية وتنوعه "
وقد خلصت الدراسة الى مجموعة من النتائج والتوصيات اورد بعضا منها لأهميتها :
"1-تزايد المبادرات الفردية وغياب الأعمال المؤسساتية الكبرى التي يمكن ان يعول عليها في المستقبل .
2-عدم تغطية المجالات الأدبية بشكل عام حيث توجد ثغرات أهملتها المشاريع المقدمة وعلى رأسها الأدب الموجه الى الأطفال والشباب بوجه خاص، والمسرح، وفنون المقالة، والسيرة الذاتية، وادب الرحلات .
3-غياب مبادرة المؤسسات الراسخة في مجال النشر وصناعة المحتوى التقليدي عن فضاء الشبكة الإلكتروني الامر الذي ساعد على وجود تجارب غير قادرة على استيعاب الإشتراطات المهنية للنشر وقوانينه .
4-ضعف عمليات تسويق المحتوى الأدبي الخليجي الذي تنتجه مؤسسات عريقة مثل المجمع الثقافي في أبو ظبي وموقع الوراق .
5-تواضع الجوانب الفنية في كثير من المواقع الأدبية الخليجية، وربما كان ذلك الى انه جهد فردي يؤديه اشخاص غير محترفين في مجال تقنية المعلومات أو أنهم لا يستعينون بشركات متخصصة في الدعم الفني .
6-عدم الإستفادة من الوسائط المتعددة عند صناعة المحتوى، مثل تقنيات الصوت والصورة التي يحتاجها النص الأدبي على وجه الخصوص ."
وجاءت توصيات الدراسة لتعكس الإهتمام الحقيقي والمتزايد بالأدب الرقمي ومواقعه، فكان من ضمنها :
"1-ان تبادر المؤسسات الأدبية بانجاز الأدوار الملقاة على عاتقها في سبيل تقديم نماذج متكاملة تمثل النشر الإلكتروني الأدبي عبر الإنترنت تعكس المستوى الأدبي العام .
2-ينبغي على الجهات العربية المسؤولة عن الشأن الأدبي الخليجي، عقد المؤتمرات والندوات لمناقشة سبل تطوير المحتوى الأدبي الخليجي، واقتراح الجوائز التحفيزية للمشاريع ذات الجودة لتعزيز حضورها ودفع الآخرين للسير على منوالها .
3-الإهتمام بقضايا حقوق الملكية الفردية، والحد من استنساخ المواد من المصادر التقليدية، أو المواقع المماثلة على الشبكة دون الإشارة اليها ."(9)
لابد في نهاية المطاف أن ندرك أهمية هذا التوافق بين عالم الواقع والإفتراض في هذه المرحلة بالذات، للسير قدما باثراء العملية الإبداعية وتلقيها بذراعين مفتوحين لكشف كنوز الأدب الجاد التي تختبيء في طيات العالم الإلكتروني، واضافتها الى الحياة الثقافية العربية من خلال مؤسسات التربية والتعليم ووزارات الثقافة ومساهمات دور النشر واتحادات الكتاب والمؤسسات المساندة للأبداع، بتوفير فرص النشر ووضع مناهج علمية ومساقات دراسية تتجاوب مع تيسير كافة المهارات المطلوبة، لتعميق تجربة الأدب الرقمي، واستيعاب معطياته، وتدعيمها وتناولها بالبحث والتحليل، والوقوف على اشكالياتها، لخلق حالة اكثر احترافية من الأدباء الموجودين هناك، شئنا أم أبينا، وانتشال كثير من الكنوز الأدبية التي لا زالت رغم انتشارها الواسعة، مختبئة في وسط ما على الشبكة العالمية لا تتعدى ان تكون بوحا جميلا، لصقلها ورعايتها بما تستحقه منا لغتنا العربية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش :
1. http://najialali.hanaa.net/
2. http://www.bakatheer.com/sotor.php
3. http://www.arab-ewriters.com
4. http://www.aklaam.net/aqlam/show.php?id=2316
5. http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?t=6446
6. http://www.arab-land.net/vb/forumdisplay.php?f=87
7. http://www.anageed.com/vb/showthread.php?t=4367
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر هذا المقال في مجلة الدوحة
في قضية العدد " أدباء الإنترنت "
السنة الأولى ــ العدد الحادي عشر ــ سبتمبر2008
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : نشر المقال في المجلة بعنوان " النهر الجارف "
بحسب ما تفرضه إدارة التحرير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ