المزيد
 

-

قصص أدبية

  •   مِساسْ
    مِساسْ  لم تعد تستطيعُ أنْ تراه ، أو تعرفَ كيف تبدو ملامحه ، كيف ابتسمَ أو تكلم ؟ كيف أكلَ أو شرب ؟ ما لون  بنطاله ؟ ما شكل قميصه ؟ ما نوع حذاءه ؟ بأي سرعة خلع معطفه وارتدى عينيها ؟! هل مدَّ يديه للأمام وهو يشرح فكرته ؟ أم ارتد للوراء ضاحكاً ضحكته؟ كيف اضطجع في جلسته ؟ ماذا كان رده على ذاك السؤال ؟ وماذا كان سؤاله عن تلك الدهشة ؟! بأي وجه إستدار اليها ؟ هل أعلنت وجنتاه حياء في حمرة أم تفلتت في عقال من جرأة ؟! أصبحتْ رؤيتها له غائمة في مجلسهِ وغدا وجوده  ظلالاً في ظلال ! عندما تراهُ ...
     
  •   كلام ساكت ...
    كلام ساكتاشترى الدستور والرأي والأهرام والراية والحياة اللندنية، والشرق الأوسط، والقدس العربي، والعرب اليوم، والخليج غداً، والإتحاد والفرقة، والأيام والطليعة وفي مؤخرة الركب، حتى صحيفة حُط بالخُرج اشتراها مبتسماً، فكر أيضاً في شراء صحيفة أبو نواس، عله يجد فيها مذاقاً مختلفاً، ضحك كثيراً وهو يقرأ في صحيفة الخازوق فتحمس لشرائها أكثر، وقف طويلاً أمام صحيفة الحقيقة الدوليَّة ثم عدل عن شرائها، عاد الى الكشك مرة ثانية ليتأملها من جديد، مط شفتيه للأمام، وضع يده على ذقنه، سرح فيها لبرهة من الوقت، حك رأسه، ثم دفع ثمنها ممتعضاً وغادر. أثار انتباهه خبر تقسيم السودان في صحيفة الخرطوم اليوم، اسودَّت الدنيا في عينيه، كم مرة رفع يده أمام صورة البشير في التلفازصارخاً عليه ...
     
  •   الكيس!
    الكيس ! عصبَ عينيه، فكَّر كثيرا في حياته، إختياراته، جبروت الغرور الذي يلحُّ عليه أن يقاومْ حتى يصل الى مبتغاه، مبتغاه الذي لا يقف عند حد، حدوده المنهارة أمام عجلته في الوصول، القطار المسرع، وصوت الحديد الصدء من تحته، وصوتها اللحوح، ضمائره المتعددة التي ينبش كل واحدة منها شخصية مغايرة فيه، شخصيته الهادئة الحزينة، شخصيته الثائرة المجنونه، وتلك القابعة في ركن قصي ترقب كل ما حوله ومن حوله، وهذه الذليلة عند أصابع قدميه تلبس حذاءها المرقع بطموحاته المُلوَّنة، سقط  لحظتها الفقر من بين عينيه فبكى، وتذكَّرها.  كم مرَّة ٍ تجسَّسَ على كل الأحلام  التي مرَّتْ مع أبخرة القهوة القادمة من مكتب المدير يرتشفها، وعلى  أحلام الطالعين والنازلين والعاملين، وشهادات التقدير وحُسن ...
     
  •   برتقال
     برتقال كان يقصف كليثٍ مزمجرٍ في داخل بيتها رغم ليلةٍ ربيعيةٍ تنعس في احضانها الرعود...ورغم كل تعرجات الموت التي كانت تحتل كل شبرٍ من جسده ضرب بقبضته الطاولة المتوسطة في غرفة الجلوس فوقعت المزهرية أرضا، وفارقت ورودها الحياة ونزفت المياه منها كدماءٍ شفافةٍ لا يُرى معها اثرٌ لجريمةٍ ولا يعاقبْ عليها القانون . كسا ابو فهد وجهه بالجريدة التي كانت تكبر عناوينها وتصغر بحسب كل هطول لذبذبات صوت والده المزمجر على اعصابه المرهقة ، وغدا وجهه يتلون بالأشعة تحت الحمراء لا تُرى ولا يُرى معها اثرٌ لردة فعل...كان كل طموح ابو فهد ان تمنحه جدران هذا المنزل لحظات من الهدوء تسترخي معها احداث الصحف اليومية في منزل ويُعلن وقف إطلاق النار ...
     
  •   حكايات غير عادية عن محاكم التفتيش..
    حكايات غير عادية عن محاكم التفتيش!!تهرول أرغفة الخبز خارجة من الفرن كلما اشتمت رائحة وليد قادماً اليها..كل رغيف يرنو الى ثغره ليكون مستقره هناك.. بين حرارة ضحكاته.. وحلاوة أوتاره..بين رخامة صوته..وثقة حروفه بنفسها وتعالي معانيه.. بين اجتماع الشمس مع ابنائها في محياه.. وطلة ثقافته السمراء. أطلق وليد زفرة حارة بحرارة الفرن، ساخنة دافئة فطيرة اللبنة التي أعدتها له أمه، حمل حقيبته والتحق بصديقيه علي واحمد المنتظرين على يمين البقالة في الزاوية الشمالية من الحي.. مشى وأحمد على طريق المدرسه يتبعهم علي المنهمك بقضم فطيرة الزيت والزعتر.. وهما منهمكان بمناقشة درس التاريخ..لقد وجدا أخيرأ " فجر الإندلس" لـ"حسين مؤنس" المرجع الأهم الذي طلبه الأستاذ مركوناً في مكتبة الرساله وسط البلد، لإقامة الأدلة على الجدل ...
     
  • <<  السابق  1  -  2  -  3  التالي  >>
     
     

    بحث
     
    تم التطوير والتصميم من قبل أعالي التقنية تصميم مواقع جرافيكس أعالي للاعلان تصميم، مجلات، أعلان، تسويق، تصميم شعارات
    © جميع الحقوق محفوظة باب الورد 2010
    الرئيسية إتصل بنا أضف الى المفضلة